الشعب الصحراوي يودع رجلا من طينة العظماء
سم الله الرحمن الرحيم
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))
صدق الله العظيم.
يوم أمس كان حزينا والمني بالغ الألم أن تناهي إلي علمي فقدان الاخ ورفيق الدرب علي بويا ولد لحبيب ولد المختار ولد موسى (الطفاح)، الذي رحل عن هذه الدنيا الفانية بعد صراع طويل مع المرض الخبيث، وإنا لنتقبل هذا المصاب الجلل بثبات وإيمان، ونسلم به باحتساب ورضى، مصداقا لقوله تعالى (والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم”.
أن الأسى العميق أخواتي إخواني ينزل في مشاعري داميا، والشعب الصحراوي يودع رجلا من طينة أولئك الذين سجلوا مآثرهم المجيدة في صفحات التاريخ المشرق لثورتنا المجيدة، فلقد أكرم المولى عز الشعب الصحراوي بأن حباها بصفوة من أبنائها الأبطال البررة الذين خرجوا من صلب الشعب، حاملين لآلامه تحت نير الاحتلال البغيض، ليشقوا دروب النضال والمرافعة عن القضية الوطنية متطلعين إلى فجر الحرية والاستقلال”.
يرحل الأصدقاء تباعاً، بعضهم أنهكته السنين، وآخرين أنهكهم المرض الخبيث، واليوم نقولها بكل ألم وداعاً علي بويا (الطفاح)، وداعاً أخي وصديقي ورفيقي، سوف افتقدك و يفتقدك المناضلون الصادقون ومحبيك من ابناء الشعب الصحراوي المكافح. وسوف يذكرك الشعب الصحراوي بخير كيفما كنت، وعلى أي وجه تقلبت.
حزناً في القلب وغصة في الحلق. هي التي تخيم الآن علي وعلى كل محبيك. فنم قرير العين، ربنا يرحمك، ويغفر لك، ويسكنك جنة عرضها كعرض السماوات والأرض.
ان الموت حق على جميع الناس، ولكن حينمــا يرحل الأنسان ويترك اثـارا حسنة وحميدة، فهذه نعمة من الله سبحانه تعالى ، فالمرحوم باذن الله حباه المولى عز وجل بهذه النعمة، كان محبوبا من الجميع ومعروفا بوطنيته وغيرته على قضية شعبه وقريبا من الناس، وهو لا يحتاج شهادة مني بمناقبه الحسنة والحميدة.
ان شعبنا االمجاهد والمقاوم من اجل الحرية والاستقلال، سيظل يحفظ للفقيد نضالاته بالاراضي المحتلة وبمخيمات العزة والكرامة، لقد كان دائما في الطليعة رغم قساوة وشدة المرض الخبيث الذي الم به في السنوات الاخيرة، و لم يثنيه ذلك عن مرافعاته العديدة الجياشة بحب الوطن والدفاع عن عدالة وكفاح الشعب الصحراوي في المنابر والوقفات والمظاهرات في بلاد المهجر رفقة طينة وكوكبة من ابناء الشعب البررة المناضلين الصادقين ومنهم المرحوم علي بويا (الطفاح)، الافياء لعهد الشهداء من اجل استكمال سيادة الجمهورية الصحراوية وطرد الاحتلال.
قال تعالى:(( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين))
اللهم أرزقنا الصبر عند البلاء والشكر عند النعمة وعيش السعداء وموت الشهداء ومرافقة الأنبياء وحسن الخاتمة، غفر الله له ولنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ولجميع شهداء القضية الصحراوية.
وفي هذه اللحظات الحزينة، لا يسعني وانا استحضر باعتزاز مكارم ومناقب مناضل وطني ثوري أصيل من طينة الكبار، إلا أن اترحم مع كل الشعب الصحراوي على روحه الزكية الطاهرة، متوجها بخالص العزاء للعائلة الكريمة والى عائلة اهل موسى واهل ميارة، والى كل اصدقائه والى ابناء الشعب الصحراوي قاطبة، فاللهم اشمله برحمتك مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأسكنه ما وعدت به عبادك المجاهدين الأصفياء الفردوس الأعلى، وألهم أهله وذويه ورفاقه جميل الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
ابا السالك الحيسن