دورة الأمانة الخامسة: صمود وتضامن صحراوي بلا حدود في مواجهة التحديات نحو الاستقلال
عقدت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو دورتها العادية الخامسة في ولاية الداخلة خلال أيام 26، 27، و28 سبتمبر 2024، برئاسة رئيس الجمهورية والأمين العام للجبهة، السيد إبراهيم غالي. جاءت هذه الدورة في مرحلة دقيقة ومفصلية في تاريخ النضال الصحراوي، حيث تناولت الأمانة بالدراسة والتحليل مختلف جوانب الشأن الوطني، بهدف تقييم الإنجازات ومواجهة التحديات المستجدة على ضوء مقررات المؤتمر السادس عشر.
تحية لمقاتلي جيش التحرير ودورهم الحاسم
في مستهل الدورة، توجهت الأمانة الوطنية بتحية إجلال لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، الذي يواصل تقديم التضحيات من أجل حرية الوطن. أكدت الأمانة على النجاحات العسكرية التي حققها الجيش الصحراوي في توجيه ضربات موجعة لقوات الاحتلال المغربي، مبرزين توسع نطاق العمليات العسكرية وتنوع أساليبها مما أدى إلى تكبيد العدو خسائر كبيرة، سواء كانت مادية أو معنوية.
إلى جانب القتال، أشادت الأمانة بدور الجيش في مساعدة المواطنين خلال الكوارث الطبيعية، وخاصة في الاستجابة الفعالة والمنظمة خلال الفيضانات التي ضربت ولاية الداخلة مؤخرًا، حيث كان تدخل الجيش حاسمًا في إنقاذ الأرواح وتخفيف الأضرار.
الجهود الشعبية والتضامن الوطني
سجلت الأمانة الوطنية ارتياحها للتجاوب الكبير الذي أبداه الشعب الصحراوي في كافة مواقع تواجده مع البرامج الوطنية. بوعي واستعداد كامل، أظهرت الجماهير الصحراوية استجابة فعّالة انعكست بشكل إيجابي على الأداء الوطني، سواء في تسيير الشأن الداخلي أو في المساهمة في العمليات العسكرية والتضامنية. كما حيت الأمانة الهبّة التضامنية الواسعة مع ولاية الداخلة، مشيدة بالدور البارز الذي لعبته الجزائر الشقيقة في دعم جهود الإغاثة، منذ اللحظات الأولى للأزمة.
الواجهة الدبلوماسية والتصعيد المغربي
على المستوى الدولي، أكدت الأمانة على أهمية تعزيز المكاسب الدبلوماسية التي حققتها الدولة الصحراوية، مشددة على ضرورة تفعيل المبادئ التأسيسية للاتحاد الإفريقي، ولا سيما احترام الحدود الموروثة عند نيل الاستقلال. ووجهت الأمانة تحذيرًا من خطورة التغاضي عن الممارسات الاستفزازية لنظام المخزن المغربي، التي لا تهدد فقط استقرار المنطقة ولكن وحدة الاتحاد الإفريقي. واستنكرت الأمانة بشدة ما حدث خلال المؤتمر الوزاري الأخير للتيكاد في اليابان، معتبرة هذه التصرفات انتهاكًا للقيم الإفريقية وتهديدًا للوحدة الإقليمية.
التذكير بمسؤوليات الأمم المتحدة وإسبانيا
دعت الأمانة الوطنية الأمم المتحدة، وقبل اجتماع مجلس الأمن الدولي المرتقب في أكتوبر، إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية في تطبيق خطة التسوية الأممية الأفريقية لسنة 1991، التي تعتبرها الحل العملي الوحيد لنزاع الصحراء الغربية. كما ذكرت الأمانة الدولة الإسبانية بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي، مشيرة إلى أن مسؤولياتها كقوة مديرة للإقليم لن تزول حتى يتمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير.
إدانة الجرائم المغربية والدعوة للتضامن الدولي
أدانت الأمانة الوطنية بشدة تصاعد الانتهاكات المغربية ضد المدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة، متهمة الاحتلال بمحاولات القضاء على الهوية الصحراوية من خلال القمع والتهجير ونهب الثروات. وطالبت الأمم المتحدة بتوفير الحماية العاجلة للمدنيين الصحراويين الذين يعانون من هذه الممارسات الاستعمارية الوحشية.
كما جددت الأمانة تضامنها مع الشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة العدوان الصهيوني، مشيرة إلى أن الاستعمار بكافة أشكاله، سواء من قبل الاحتلال المغربي أو الكيان الصهيوني، لا يجلب سوى الدمار والمعاناة للشعوب.
تأكيد على وحدة النضال واستمرارية المقاومة
اختتمت الأمانة الوطنية دورتها بالتأكيد على وحدة الشعب الصحراوي وإصراره على الكفاح حتى نيل الحرية والاستقلال. في هذا السياق، أكدت الأمانة أن الجمهورية الصحراوية باتت حقيقة لا رجعة فيها على المستويات الوطنية والدولية، وأن الشعب الصحراوي مستعد للتضحية في سبيل حقوقه المشروعة. ومن خلال هذا الالتفاف حول جبهة البوليساريو كطليعة نضالية، شددت الأمانة على ضرورة تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة الصحراوية.