انحياز فرنسا
ماتزال الحكومة الفرنسية مستمرة في دعم الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب في أبريل 2007، مما سيترتب عن قرارها الاخير اثر سلبي على قضية الصحراء الغربية، لأن هذا القرار لا يحترم القانون الدولي، بل سيزيد الطين بلة وسيعقد جهود مجلس الأمن الداعية إلى حل سياسي سلمي يمارس من خلاله الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير و الاستقلال.
و يتضح ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحذو حذو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وبذلك تنحاز فرنسا، مرة أخرى، إلى جانب الولايات المتحدة وإسبانيا، متجاهلة الشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي غير قابل للتصرف في تقرير مصيره.
انحياز فرنسا
شيء سيء ان فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن، تعلن بشكل مفاجئ انحيازها لصالح المغرب، رغم أن الحكومة الفرنسية تارخيا لم تتوقف أبدا عن دعم المغرب سواء في مجلس الأمن الدولي عندما يتعلق الأمر بتوسيع صلاحية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) بما في ذلك توسيع صلاحيتها لتشمل آلية مراقبة حقوق الإنسان أو في البرلمان الأوروبي و اسدل الستار مؤخرا عن فضيحة مدوية للرشاوي ضبط فيها المغرب متلبسا مع سبق الاصرار والترصد (Morocgate).
عندما نعود الى الماضي القريب نستحضر موقف حكومة فاليري جيسكار ديستان التي دعمت سياسيا وعسكريا المغرب، ونستحضر قصف فرنسا بطائرات الجاغوار التابع للجيش الفرنسي الصحراويين عام 1977 في منطقة وديان الخروب ،مما اسفر عن مئات القتلى من المدنيين الصحراويين الأبرياء خلال هذا التدخل و سميت هذه العملية بعملية “خروف البحر”.
العودة إلى الشرعية الدولية
تعتقد فرنسا اليوم أنها تتحايل بقوة على قرارات الأمم المتحدة وتتجاهل نضال الشعب الصحراوي، الذي ناضل لأكثر من نصف قرن، من أجل ممارسة حقه في الحرية والكرامة والحق في تقرير المصير.
تعد الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار و منطقة “غير مستقلة ذاتيًا” في اطار القانون الدولي، وبالتالي فهي منفصلة ومتمايزة عن أي دولة، بما في ذلك المغرب الذي احتلها بشكل غير قانوني منذ عام 1975،وذلك بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 1514.
بيغاسوس، عمل خبيث
هل نسيت الحكومة الفرنسية مهزلة بيغاسوس بهذه السهولة..؟ لقد تم استهداف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء إدوارد فيليب، بالإضافة إلى أربعة عشر عضوًا آخر في الحكومة وتم التجسس عليهم. ورغم نفي الحكومة المغربية تورطها، أكد قصر الإليزيه أنه “إذا ثبتت الحقائق، فمن الواضح أنها خطيرة للغاية.
إن الشعب الصحراوي يشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء هذا القرار الذي اتخذته الحكومة الفرنسية بشأن نزاع الصحراء الغربية، لكنه يأمل ألا يخيب ظنه في الشعب الفرنسي الذي يتطلع إلى الحرية والعدالة والمساواة.
بقلم : الناجم سيدي