“بركان” وبراكين
أصبح الحديث عن مهازل ومسرحيات الجيران في الغرب، مثيرا للقرف حقا، فلم يتركوا من خلال تلك المهازل شيئا، لا في مجال السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة والفنون والتقاليد المشتركة إلا “مَغْربوه” على طريقة “التيمغربين” المثيرة للضحك، غير أن “التيمهبيلين” المخزني في مجال الرياضة، وتحديدا في كرة القدم، تجاوز كل الحدود دائما وفي كل الأوقات كلما تعلق الأمر بالجزائر، ولعل ما قام به فريق “بركان” المغربي، عند حلوله ضيفا على اتحاد العاصمة للعب نصف نهائي الكأس الإفريقي يلخص لنا هذه العقلية البليدة، التي لا تتورع في إقحام السياسة في الرياضة، كما في بقية المجالات الأخرى، حيث أصر مسؤولو الفريق ومن خلفهم سيدهم الذي علمهم السحر “لقجع”، بعد أن خططوا لهذا الفعل الخبيث مسبقا، على ارتداء لباس فيه خريطة المغرب المزيفة بإضافة الأراضي الصحراوية المحتلة، بغرض إيجاد ذريعة لعدم لعب المباراة في الجزائر ضد فريق قوي كاتحاد العاصمة، لعلمهم أن الجزائريين لن يقبلوا أبدا بهذا “الاستفزاز” الواضح على أراضيهم، وقد نجحت الخطة الخبيثة بالفعل، بتواطئ واضح من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي تتحكم فيه قوى معروفة بعدائها للجزائر، ولمواقفها الدولية الثابتة خاصة ما تعلق بالقضيتين الفلسطينية والصحراوية.
الفايدة:
حتى ولو تم اعتبار فريق اتحاد العاصمة خاسرا للمباراة التي لم تجر في 5 جويلية، وإن شاء الله لن يكون ذلك بعد اللجوء إلى الهيئة الدولية، فإن الجزائر ربحت نفسها وشرفها ومواقفها، وهي لن تقبل مهما كان الثمن، وليس فقط خسارة مباراة أو كأس، أن ترضخ للابتزاز أو تتخلى عن مبادئها، وإلا هل سيكون علينا أن نذهب للمغرب بلباس رياضي عليه خارطة الجزائر التي تضم وجدة مثلا؟.
والحاصول:
إذا كان للمخزن “بركان” واحد، فإن للجزائر براكين كثيرة، قادرة أن تنفجر في وجهه بشكل لا يمكنه تصورها، وعلى أصحاب مثل هذه الألاعيب الصغيرة أن يحذروا أن تطالهم حمم الأوراس وجرجرة، واسألوا التاريخ أيها اللاعبون الصغار قبل أن تسألوا الجغرافيا.
بقلم:حسان زهار