الطريق إلى موريتانيا

كما كان منتظرا، لن يمر الحدث الإقليمي الأبرز في بداية هذا السنة، دون أن يكون له تأثيرات على المنطقة التي لطالما كانت الجزائر بوصلتها الاستراتيجية، ودفتها الرئيسية سواء في الجوار أو في المحيط الجيو-سياسي.

وبالفعل فلم تكد تنتهي زيارة الرئيس تبون والرئيس ولد الغزواني لتندوف التي وضعت حجر الأساس للطريق إلى موريتانيا (في انتظار المشاريع القادمة) حتى انعكس ذلك التباين على وسائل الإعلام العربية والدولية ليؤكد أن ما حدث أمس “كان لحظة فارقة”.

بوابة الجزائر إلى إفريقيا

وقالت قناة الجزيرة القطرية أن “إقامة هذه المنطقة الحرة للتبادل يهدف إلى دفع التعاون الاقتصادي الذي عرف تقدما نوعيا خلال الأعوام الأربعة الماضية”.

وأردفت الجزيرة أن “الجزائر تعمل بوتيرة متسارعة من أجل التوسع في السوق الموريتانية التي تعتبر بوابة للعبور نحو العديد من الدول الأفريقية، بعد أن ظلت السوق المغربية هي المزود الرئيسي لموريتانيا عقودا من الزمن.”

وتناول التقرير المنشور على الموقع الإلكتروني بإسهاب هذا الحدث من خلال التركيز على المقاربة المشتركة بين البلدين (الطريق والمعابر الحدودية) وتصاعد مؤشرات التبادل التجاري والعلاقات المتينة بين الجارين ما يجعل من هذا المشروع وهذه المنطقة فرص واعدة للجزائر وموريتانيا.

ونقلت الشرق الأوسط اللندنية تصريح المحلل الأمريكي المتخصص في شؤون شمال إفريقيا جيف بورتر الذي قال لوكالة رويترز الدولية “كان ينبغي أن يحدث هذا قبل وقت طويل، لكن لم يتم إيلاء اهتمام دبلوماسي كاف بموريتانيا.” (في الفترة السابقة)

وركزت اليوم السابع المصرية على تصريحات الرئيس تبون الذي قال إن “السلع والبضائع الموريتانية واضحة الأصل مرحب بها دون ضريبة وهو الأمر نفسه بالنسبة للمنتجات الجزائرية” قبل أن يدعو “المتعاملين الاقتصاديين الموريتانيين إلى الاستثمار في منطقة التبادل الحر والاستفادة من الإعفاء الضريبي والجمركي.”

ونقل موقع العربي الجديد اللندني تصريح الرئيس الموريتاني ولد الغزواني الذي قال إن “منطقة التبادل الحر ستكون منطقة تلاقي وجسر تبادل”.

رسالة في بريد المخزن

وبعد أن أكد الموقع أن “تواجد الرئيسين في تندوف رسالة سياسية بشأن أمن واستقرار المنطقة” وأنه “أول استقبال لرئيس دولة خارج العاصمة الجزائر” تحدث الموقع بإسهاب عن الخطوات المتقدمة التي بادر بها البلدين والتي ستنعكس على كامل المنطقة الحدودية بأثار إيجابية سياسية واقتصادية وأمنية.

وتقدم هذه الخطوات وفقا لذات الموقع “مقاربة جديدة بالنسبة للجزائر خاصة بشأن ملأ الفراغ الحدودي، إضافة الى كونها يمكن أن تقدم نموذجا جديدا يتم تركيزه من قبل الجزائر في علاقاتها مع دول الجوار واستغلال كل الفرص الممكنة لتحقيق خطوات ومنجزات على طريق التعاون والاندماج الاقتصادي.”

ونشر موقع العربي 21 مقالا بعنوان “تفاصيل تدشين أول معبر بري بين الجزائر وموريتانيا” مشيرا إلى أن “هذه المشاريع الواعدة التي ما فتئت تتجسد على أرض الواقع بين الجزائر وموريتانيا، تعكس الإرادة القوية التي تحدو البلدين في الارتقاء بمستوى تعاونهما الثنائي إلى آفاق أوسع.”

ولفت الموقع إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت “تبادلا متزايدا للزيارات الرسمية على مختلف المستويات” مستشهدا بالتصريح الأخير للوزير عطاف الذي زار نواكشوط مبعوثا من الرئيس تبون الذي أكد على المواقف المبدئية والتوجهات المتجانسة للبلدين وعملهما المكثف للتأثير بصفة إيجابية على مجريات الأمور في جوارهما الإقليمي.

وقالت القدس العربي أن التحركات الأخيرة (قبل 22 فبراير 2024) أسفرت عن توقيع مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية تهدف إلى تأسيس آلية مستدامة لتعزيز التنسيق السياسي بين البلدين.

ونقلت سكاي نيوز عربية (الإماراتية) الخبر مقتضبا كما ورد في الوكالات وتوسعت قليلا قناة العربية (السعودية) في نقل التفاصيل كما تم تداولها مع نشر صورة للزيارة الرئاسية لولد الغزواني للجزائر التي تمت في 2021.

وعلى نفس المنوال مضى موقع الشرق للأخبار (السعودي) وإرم نيوز (الإماراتي) اللذان نقلا الخبر عن الوكالات بينما ذهبت المواقع القريبة من المخزن إلى أبعد من ذلك وهي تحاول التشويش على المبادرة الجزائرية الموريتانية.

ومن خلال الإسقاطات (وليس الحقائق) تتساءل العرب الإمارتية عن جدوى الطريق البري ومنطقة التبادل وهي تنقل هواجس المخزن المغربي مما تسميه وصول الجزائر إلى الأطلسي.

وتحول الضباب الذي يراه المغرب من خلال نظارات محمد السادس إلى كيل من المعلومات المضللة وغير الدقيقة التي أوردها موقع “ميدل إيست أونلاين” وهو يحاول أن يقتبس هوية مؤسسة إعلامية أخرى ليسقط في الأثناء في فخ البروباغندا المخزنية.

أما الدكاكين المغربية فقد أصابها الجنون.

شارك الموضوع
%d مدونون معجبون بهذه: