أديم الأرض … روح وطن

يعمه الإحتلال قمعاً ، تنكيلاً ، بطشاً وإهانة ، فيعدد من خروقاته بتمدد وجوده الآثم في الوطن المحتل ، ولا تغرب شمس يوم إحتلال إلا لتشرق على جريمة أخرى أكثر فداحة .

الإستيطان وتشجيع المتواطئين من باعة المواقف مستثمرين وتجار الحروب ، مشهد مؤلم ذاك الذي تصبح عليه الاراضي الصحراوية المحتلة وتمسي ، فلم يكتفوا بتضييق خناق الصحراويين العزل داخل ما أسموه عبثا تهيئة عمرانية ومشاريع تنموية ، فتات يسير مما ينهب من خيرات وثروات الأرض ومياهها المترامية ، نقضاً لكل حق عمداً ، عرف ، قانون وميثاق ، والدور اليوم إقطاع على أراضٍ ومعالم وما بقي من متنفس لهؤلاء الذين يعلمون أن الحجر ، حبات الرمل ، نسائم الفيافي وفضاءها الرحب بلون مقاومة ترفض ، بل وتلفظ إحتلالاً .

يافع متشبث بآخر طوق نجاة ورهان كل أمل آت ، وشيخ هرم يبكي حرقة فراق ركام إختزل كل معاني الحياة ، بما مضت وتمضي ، فسيدة تُسلب روحها مرات مع سحب بساط كل حبة رمل إلى من لا يستحق إقتلعها من لا يملك عنوة بحسرة تسكب الحنق غضباً وغصباً .

ماحدث من سلب للأراضي في الصحراء الغربية المحتلة ، مشهد مكرر الفصول ، لمأساة الشعوب المهجرة قسرا داخل أوطانها والمغتربة دهرا وسط ديارها ، والضائقة ذرعاً من حولها ما أتسعت الدوائر أو دارت فدارت أيامها ، يعيد تكراراً درس بلاده المستعمر وجذوة المقاومة إذ تعظم في أنفس وأنفاس وأجيال المضطهدين والمشردين واللاجئين إلا عن ومن إرادتهم .

قطعة أرض تسيل لعاب مستدمر يعيث في الأرض فسادا ، لكنها إكسير حياة على أديمها ترتسم معركة الوجود لمالكيها حصراً ولا يجدون لمكانها زماناً غير زمانهم بكل ألوان صحراويتة المتجذرة ما قلبت أو تقلبت الظروف أحوالاً وأهوالاً .

التراب هاهنا في الصحراء الغربية ، فيافي وفلوات تستنطق الروح أودية وجداول وكثبان ومرتفع ومنحدر ، محفوظة الأسماء والمعالم ، موسومة التضاريس والتفاصيل إرثاً يرهن التأريخ ، ويستنطق الماضي ويستدعي غداً في البال أرادوا تغييره مهداً ، وأراده الصحراويون لأجل ما كان وطناً حراً ظلمة ولا ظلام يعكر صفوة فجره الناصع ، وسيكون .

نفعي أحمد محمد

شارك الموضوع
%d مدونون معجبون بهذه: