المغرب : القهر و الظلم اهم اسباب تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية

توصل تحقيق أجراه موقع استقصائي مغربي ان القهر والظلم اللذين يتعرض لهما الشباب المغربي من أهم الاسباب التي ادت الى تفاقم الهجرة غير الشرعية في المملكة و اقدام الآلاف منهم على المجازفة بأرواحهم على امل الوصول الى الضفة الاخرى, مبرزا بأن استفحال هذه الظاهرة خلال الاشهر الاخيرة يؤشر على تغيرات في مسار الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور في المغرب.

و أبرز الموقع الاخباري “هوامش-انفو”, في تحقيق مطول على خلفية اكتشاف جثث أربعة شبان كانوا يهدفون الى عبور الحدود مع مليلية الاسبانية, ان السلطات المغربية شرعت منذ بداية العام الجديد في حملة تمشيط ومطاردات واسعة النطاق ضد المهاجرين غير الشرعيين, الذين ضاقت بهم سبل العيش وينتظرون فرصة للفرار نحو اسبانيا إما على متن “قوارب الموت” او عبر السياج الفاصل بين الحدود المغربية والاسبانية, مشيرا الى انه تم توقيف قرابة 1000 شاب مغربي منذ الفاتح يناير كانوا يستعدون للفرار من المغرب.

و افاد التحقيق بأنه في السابع من نوفمبر 2023, حاول حوالي 100 شاب مغربي تسلق جماعيا السياج الفاصل بين مدينة الناظور ومليلية بالجيب الاسباني, قبل أن تتدخل السلطات المغربية من أجل منع مرورهم, منبها الى ان “هذه الارقام غير العادية تؤشر على التغيرات في مسار الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور في المغرب”.

وحسب الناشط الحقوقي والخبير الاقتصادي المغربي, فؤاد عبد المومني, فإن “أهم دوافع وأسباب الهوس والرغبة في الهجرة بالشكل الذي يشهده المغرب حاليا تعود الى القهر والحقرة والجورة”.

و اوضح عبد المومني أن “الشباب في المغرب لا يجد عملا, وعندما يجده, لا يكون إطلاقا في الحدود الدنيا التي تعتبر مرضية وتحقق له ولأهله شروط العيش الكريم”, لافتا الى أنه في السنة الماضية, فقد المغرب حوالي 100 ألف منصب شغل مقارنة بالسنة التي سبقتها, وهذا بالتوازي مع زيادة نسبة السكان في سن النشاط ب400 ألف, ما يعني -بحسبه- “أن النقص في مناصب الشغل ازداد ب700 ألف”.

الى جانب القهر -يضيف الخبير المغربي- “هناك الحقرة, المتمثلة في رؤية الشباب لخيرات وطنهم وطاقاته الموجودة والمتوفرة, ولكنها مكرسة لأقلية قليلة جدا, والتي تحتكر المال والسلطة والجاه, وكل ما هو إيجابي في هذا البلد”, مردفا: “هذا الشباب يرى نفسه محروما من كل شيء في الوقت الذي هناك أقلية مرتبطة بأصحاب السلطة والمال والقوة تعيش في رغد ونعيم, هذا الشباب معرض لأن يكون رافضا وغير راض على هذا الواقع”.

وفي حديثه عن السبب الثالث الذي يدفع الشباب المغربي للهجرة, وهو “الجورة” اي “الجوار”, أوضح المومني أنه “مرتبط بمشاهدة الشباب لأقرانهم في الدول الأخرى عبر الإعلام والأنترنت وغيرهما, وكذلك لمغاربة الخارج المنحدرين من محيطهم القريب, والذين يعودون ليحكوا تجاربهم ويعطون نماذج عن كيفية عيشهم, وبالتالي يصبح حلمهم هو الوصول إلى هذه الوضعية مهما كان الثمن”.

وتؤثر الأسباب التي سردها الخبير الاقتصادي في المغرب بشدة على الشباب الذين يجدون صعوبة في الحصول على عمل لائق, ما يدفع البعض منهم إلى التفكير في الهجرة أو الإقدام عليها. وتطال البطالة بشكل خاص الشباب, إذ لا يتمكن أربعة من كل 10 شباب من العثور على عمل.

وحسب ارقام رسمية, ارتفع معدل البطالة في المغرب إلى 13.5 بالمائة خلال الربع الثالث من عام 2023, مقارنة مع 11.4 بالمائة في الفترة نفسها من العام الماضي, حسب المندوبية السامية للتخطيط.

وأظهرت البيانات الرسمية, “ارتفاع عدد العاطلين عن العمل في السوق المحلية بمقدار 248 ألف”, ليبلغ عددهم على المستوى الوطني مليون و625 ألف, مشيرة الى أن “معدل البطالة ارتفع في الوسط الحضري من 15 بالمائة في الربع الثالث من 2022 إلى 17 بالمائة خلال الربع الثالث من 2023”, كما ارتفعت البطالة في القرى إلى 7 بالمائة صعودا من 5.2 بالمائة على أساس سنوي, وبلغت بطالة الشباب نحو 38.2 بالمائة.

وأفادت ذات الاحصائيات بأن سوق العمل المغربي فقد 297 ألف فرصة عمل خلال الربع الثالث من 2023.

شارك الموضوع
%d مدونون معجبون بهذه: