النظام المغربي يهاجم بوقاحة رمز المقاومة في فلسطين

جن جنون النظام المغربي بسبب فيديو لزعيم حركة حماس الفلسطينية وممثلها في الخارج، خالد مشعل، يدعو القصر العلوي، للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب الإبادة على يد الآلة العسكرية الصهيونية والأمريكية، وذلك بقطع العلاقات مع الكيان الغاصب، كأدنى فعل لدعم المقاومة الفلسطينية.

التدخل كان يوم الأحد الأخير، وجاء بمناسبة لقاء تضامني مع فلسطين من تنظيم “حركة التوحيد والإصلاح”، التابعة لحزب العدالة والتنمية الذي قاد الحكومة السابقة لعهدتين متتاليتين، ولم يقل فيه خالد مشعل أكثر مما يردده الشعب المغربي في المظاهرات الداعمة للفلسطينيين كل أحد منذ العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
ومع ذلك، فقد تعرض رئيس حركة حماس الفلسطينية بسبب مطلبه المشروع والمعقول، لهجوم مسعور من قبل القصر الملكي المغربي، لا يقل شراسة عن العدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون يوميا على يد الآلة العسكرية الصهيونية الصهيونية، بشكل لا يترك مجالا للشك، بتحول النظام العلوي إلى مجرد ذرع من أذرع الكيان الصهيوني في الحرب على غزة.
الحملة المسعورة على القيادي في “حماس” الفلسطينية، تكفل بها الذراع الإعلامي للقصر العلوي، ممثلا في صحيفة”LE360″، التي يشرف عليها شخصيا السكريتير الخاص للملك، منير الماجدي، الذي يعتبر الرجل الأقوى في القصر، بحكم مرض الملك محمد السادس واختفائه عن المشهد.
وفي مقال جاء تحت عنوان: “خالد مشعل.. شرارة فتنة تسعى حماس لإشعالها بالمغرب”، كتبت الصحيفة المملوكة من قبل الرجل الأقوى في القصر العلوي، زاعمة بأن القيادي بالمقاومة الفلسطينية “لم يسمح لنفسه فقط بإعطاء دروس في المقاومة للمغاربة، بل حاول أيضا تأليب الرأي العام الوطني من خلال التلميح إلى القطيعة بين الدولة ومواطنيها، ويصدر عمليا الصراع في غزة إلى التراب الوطني (المغربي)”.
هكذا بكل وقاحة وصلافة، تهاجم الصحيفة الناطقة باسم القصر الملكي المغربي، كبير المقاومين في فلسطين، الذي فقد الكثير من أفراد عائلته الأقربين في العدوان الصهيوني على قطاع غزة، معززة التضامن الفاحش مع الصهاينة، ومحاولة في الوقت ذاته، تشديد الخناق على رجال المقاومة الفلسطينية، الذين يواجهون يوميا الآلتين الحربية والدعائية.. وما أشد أن تأتيك الضربة من الموصوف مجازا بـ”الشقيق” في عز الحرب، أو كما قال الشاعر: “وظلم ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند”.
وفي عز المحنة الفلسطينية، تمضي الصحيفة الناطقة باسم القصر المغربي متهجمة على رمز المقاومة الفلسطينية الذي نجا سابقا بأعجوبة من اغتيال الصهاينة، قائلة: “تجرأ رئيس حركة حماس الفلسطينية في الخارج على التوجه مباشرة إلى المغاربة بتحريضهم على العصيان المدني”، متهمة إياه بـ”تصدير مأساة غزة إلى المغرب”. أي وقاحة وأي صلافة هذه!!؟؟
لكن لماذا هذا الكم من الحقد على الرجل؟ لأنه ببساطة، طالب: “أن يقطع المغرب علاقاته مع إسرائيل، وأن يوقف عملية التطبيع، وأن يطرد السفير (الإسرائيلي) وأن تطوي هذه الصفحة التي جاءت خارج السياق (ويقصد بها التطبيع)”، إنه مطلب بسيطة ومعقول، بل ضروري بالنظر لما يتعرض له الفلسطينيون منذ ما يقارب الشهرين من جرائم إبادة، ومع ذلك ركب النظام المغربي رأسه وراح يتهم بوقاحة منقطعة النظير، خالد مشعل بتأليب الشعب المغربي على سلطاته المنبطحة والخائنة للقضية، على الأقل بالنظر لكون الملك المغربي هو رئيس ما يعرف بـ”لجنة القدس”.
هناك الكثير من المياه جرت تحت جسر التطبيع بين الكيان الصهيوني والكيان العلوي في المغرب، قبل أن يتحول هذا النظام إلى مجرد نادل عند الصهاينة، فكبير المقاومين الفلسطينيين لم يفرض نفسه على الشعب المغربي في الفيديو، بل طلبت منه جمعية التوحيد والإصلاح وهي جمعية مغربية معتمدة قانونا، التدخل في لقاء تضامني مع فلسطين، ومع ذلك قوبل بهذا الكم الهائل من الحقد، الذي لا يمكن أن يصدر عن مغربي أصيل، ولاسيما في ظل طبيعة الظرف.
ثم ماذا لو قام خالد مشعل بفيديو بدون مناسبة، كما فعلت جمعية صهيونية عندما تجرأت على مخاطبة العاهل المغربي في رسالة مفتوحة (تطرقت إليها الشروق قبل أيام)، وطالبته بمنع المظاهرات المؤيدة للمقاومة الفلسطينية؟ ماذا كان سيحصل؟
كان الأحرى بالقصر العلوي في الرباط أن يرد على جمعية الصهاينة المغربيين ويوقفها عند حدها، ولكنه فعل كل ما طلبت منه القيام به، فمنذ تلك الرسالة تجندت مصالح الأمن والشرطة لمنع التظاهرات في مختلف المدن المغربية، وقامت بقمع كل من تجرأ على تجاهل رسالة الصهاينة المغربيين، التي حذرت الملك محمد السادس من التجرؤ على انتقاد الكيان الصهيوني.
أيهما أولى بالرد، جمعية الصهاينة المغربيين التي تجرأت على الملك وحذرته من السماح للمتظاهرين بالخروج لانتقاد جرائم الكيان الصهيوني في غزة والضفة؟ أم خالد مشعل الذي لم يطالب بأكثر مما يردده الشعب المغربي يوميا في شبكات التواصل الاجتماعي وفي المظاهرات، باحتضان القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وحتى النظام المغربي الذي وعد الجميع عندما طبع مع الكيان الصهيوني، بمواصلة الدفاع عن القضية الفلسطينية وجعلها على رأس أولوياته؟
لا شك أن القرار في القصر العلوي بالرباط لم يعد صانعه المغربي الأصيل، بل المغربي المتصهين، إن لم يكن الصهيوني بشحمه ولحمه، وهي قناعة باتت راسخة لدى الكثير من المغربيين الأحرار الذين يتعرضون للقهر بسبب رفضهم لممارسات القصر، التي لم تعد تثير الاستغراب بسبب تراكم خياناته المفضوحة على مدار العقود الأخيرة.

شارك الموضوع
%d مدونون معجبون بهذه: